تتعرض الشركات المبتدئة لكثير من الخلافات و المشاكل في بداية تأسيسها، لا سيما تلك التي تصنف ضمن “الشركات العائلية”، و ذلك لافتقادها سياسة إدارة رسمية، و قواعد ثابتة، حيث تتسم الأمور بالفوضى عادة في هذا النوع من الشركات. و يتضمن هذا النوع من الشركات ثلاثة جوانب مندمجة مع بعضها: جانب العمل، و جانب العائلة، و جانب الملكية. و يؤثر أي خلاف أو مشكلة في إحدى هذه الجوانب على الجانب الآخر تلقائياً، لذا لا بدّ في حالة تصاعد الخلافات من اللجوء إلى استشارة شخص متخصص منفصل عن الموضوع، كي يتمكن من طرح وجهة نظر حيادية و المساهمة في تسوية الخلافات، قبل أن تتصاعد الأمور و تصل بالشركة إلى الأسوأ. و فيما يلي القواعد العامة للتعامل ضمن هذه النوعية من الشركات
القاعدة الأولى
لا تضع أسماء الأقارب ضمن جدول رواتب الموظفين إذا كانوا لا يعملون في الشركة، أو لا يمارسون أي التزام فعلي اتجاهها. و من طبيعة العمل في الشركات الصغيرة العائلية، أن كل فرد فيها يعمل كل شيء بلا تحديد، إلا أن هذا الأمر هو أمر خاطئ، إذ يجب تحديد المسمى الوظيفي لكل شخص، و مهماته المندرجة تحت هذا المسمى بكل وضوح و دقة، و الراتب و المكافآت الخاصة بوظيفته، و عدم التفريق بين الأقارب و بقية الموظفين في هذا الأمر
القاعدة الثانية
تجنب تصنيف الموظفين ضمن فئتين: الأقارب و غير الأقارب، و لا تظهر أي معاملة خاصة لأقاربك في الشركة، إذ أن هذا الأمر يؤدي إلى إحباط بقية الموظفين، و تكريس مثال سيء في الشركة، كما يؤدي إلى اقتناع الموظفين بعدم طموحهم لأي علاوات، و ذلك لانحصارها على فئة الأقارب
القاعدة الثالثة
احذر من استغلال العلاقات الشخصية بشكل سيء، بمعنى المبالغة بمديح الموظف أو عقابه على حد سواء، بسبب تاريخ عائلي و شخصي سابق يجمعك به. فإذا قام أي موظف بالشركة بخطأ معين يستحق العقاب، فعليك اتخاذ الإجراء المناسب سواء كان هذا الموظف قريبك أم لا، و نفس الشيء ينطبق على تحقيق إنجاز ملحوظ، فعليك مكافأة الموظف بغض النظر عن صلة القرابة و طبيعة العلاقة الشخصية
القاعدة الرابعة
كن واضحاً مع كل موظفي الشركة بشأن وجود أقارب لك يعملون في نفس الشركة، و لا تخفي الأمر عنهم، إذ أن إخفاءك الأمر و اكتشافهم له بمحض الصدفة يجعلك تبدو بصورة المخادع في نظرهم، و يفقدك المصداقية. كما عليك الحرص على اطلاع كافة الموظفي الشركة بلا استثناء بخصوص تطورات العمل و الأخبار الضرورية، و عدم حصر هذه المعرفة ضمن دائرة الأقارب. و مما يحبذ فعله مشاركة أقاربك في المؤتمرات التجارية و الاجتماعات العامة جنباً إلى جنب مع بقية الموظفين، مما يعزز التواصل و العمل الجماعي بينهم
القاعدة الخامسة
لا تخلط قرارات العمل بقرارات العائلة، فعلى سبيل المثال لا تسمح لأفراد العائلة باستخدام سيارات الشركة لغايات شخصية، أو قيامهم بتصليح أجهزة حواسيبهم الشخصية لدى موظفي الشركة. كما عليك أن تمنع استغلال الأقارب لنفقات الشركة بشؤون شخصية، كأخذهم إجازات عائلية على حساب الشركة، و قبل أن تأخذ أي قرار في هذه المواقف، فاسأل نفسك إذا كنت تسمح بهذه الحالات لأي موظف آخر في الشركة من غير الأقارب، و بناء عليه تتخذ القرار المناسب
القاعدة السادسة
شكّل روابط صحية لشكل العلاقات العائلية العملية، و ضع فاصلاً بين التعامل داخل أوقات العمل و خارجها. فلا تقم بإجراء أي حديث حول شؤون العمل بعد الخروج من الشركة، أو أثناء الرحلات العائلية المشتركة، و بدلاً من ذلك خذ وقتاً للاسترخاء من هموم العمل و ضغوطه. و لا مانع من إجابتك عن سؤال سريع بشأن العمل خارج أوقات الدوام، بشرط أن لا يتعدى هذا الحوار فترة 15 دقيقة كحد أقصى
لكم منى اجمل تحية