يجب أن تملك كل شركة استراتيجية لمكافأة الموظفين بما يتضمن هذه الجوانب الأربعة: التعويض، و الفوائد، و الاعتراف، و التقدير. و تكمن المشكلة لدى معظم الشركات بإهمالها أحد هذه الجوانب، و غالباً ما يكون الاعتراف و التقدير
و يعتمد تحديد المكافآت عادة على أداء الموظفين (أدائهم العملي و فعاليتهم في إنجاز العمل) و سلوكهم (سلوكهم المهني و أخلاقهم في العمل)، و يعتبر الأداء أسهل ملاحظة بالنسبة للمدراء، بسبب العلاقة المباشرة بين الأهداف التي يضعها المدير، و ما يحققه الموظف على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال تستطيع تحديد أفضل موظفي المبيعات لديك و مكافأتهم بناء على النتائج النهائية التي يحققونها نهاية الموسم
إلا أن هناك أمراً مهماً يغفل عنه كثير من المدراء، و هو أن مكافأة سلوك موظف معين حقق اختلافاً لشركتك يعتبر ذو قيمة أكبر بكثير من مكافأة الأداء. و هنا عليك أن تسأل: ما السلوك الذي أكافأ الموظف عليه؟ فعلى سبيل المثال اسأل نفسك: هل تكافأ الموظف على حضوره باكراً و مغادرته متأخراً؟ أم تكافأه على اختلاقه أفكاراً جديدة لكيفية إنجاز عمله بفعالية و حرفية أكبر؟ أي بكلمات أخرى هل تكافأ موظفيك لإبداعهم و ابتكارهم أم لكمية الوقت التي يقضونها على مكاتبهم؟ فهناك فرق كبير بين الحالتين
و أول خطوة بالنسبة لك هي أن تحدد السلوكيات المهمة بالنسبة لشركتك، كعمل الموظف على تعزيز العلاقات مع عملاء الشركة، أو معالجة مسائل دقيقة، أو مساعدة الموظفين الآخرين على تقوية مهاراتهم الإدارية
و عادة ما يضع المدراء التعويضات و المكافآت المالية في أولوية مكافآتهم للموظفين، و لكن هذا الأمر ليس صحيحاً بحد ذاته، حيث يجب أن تكون هناك استراتيجية لتوزيع المكافآت المالية بما يتناسب مع أهداف الشركة بعيدة المدى، فعلى سبيل المثال يمكنك منح مكافآت ذات تأثير مستمر للموظفين المميزين الذين يعتبرون أساسات في شركتك، كمنحهم حصصاً في أرباح الشركة
و تعتبر الفوائد و المزايا الإضافية أحد جوانب استراتيجية الشركة لمكافأة الموظفين، و من المعروف أن الشركات التي لا تقدم فوائد توازي ما تقدمه شركاتها المنافسة تفشل في اجتذاب الخبرات و المهارات المميزة للعمل لها
و بكل الأحوال فلا يمكنك التقليل من أهمية التقدير و الاعتراف كجزء أساسي في مكافأة الموظفين، إذ أن هذان الجانبان لا يلقيان الاهتمام المطلوب من قبل أصحاب الأعمال، و هو أمر مستغرب في الحقيقة كونهما أقل الجوانب تكاليفاً، و أكثرهما عوائداً. و يرغب الموظفون بمعرفة ما إذا كان أدائهم و سلوكهم ممتازاً، مقبولاً، أم سيئاً، لذا من المهم جداً أن تحرص على إخبارهم
و أما جانب الاعتراف فيعني اعترافك بإنجاز موظف معين أمام زملائه، أو مدحك لسلوك معين له. و أما التقدير فيعني التعبير عن الامتنان لشخص لتصرفه، و أفضل وسيلة لفعل ذلك هي استخدام العبارات البسيطة و غير المتكلفة، فعلى سبيل المثال يمكنك إرسال ملاحظة شخصية للموظف تشكره فيها، أو وقوفك لدى مكتبه و تعبيرك ببساطة عن تقديرك لموقفه. و من الوسائل الأخرى لإظهار التقدير و الإعتراف، التعبير بشكل علني عن تقديرك و شكرك للموظف أمام الموظفين الآخرين أو القسم بأكمله، و إظهار الأثر الإيجابي لأفعالهم على الشركة
May 23, 2011
Leave a Comment