تعتمد الأسئلة التقليدية لأصحاب الشركات لدى إجرائهم مقابلات مع المرشحين للوظائف على إجابات مبنية على أرائهم الخاصة، و طرح هذه النوعية من الأسئلة ما هو إلا مضيعة للوقت. حيث ينشغل المدعوون للمقابلة للتحضير للإجابات المثالية للأسئلة المتوقعة مثل “ما هي أكبر نقطة ضعف لديك؟”، و بالعادة يأتي جميع المرشحون و هم متحضرون للإجابة عن الأسئلة العامة حول العمل الجماعي، و روح المبادرة، و المهارات الشخصية، و الإدارة

لهذا يجب أن تطرح أسئلة في المقابلة تعكس حقائق أكثر من كونها تعكس أراء، إذ أنك لا تستطيع الاعتماد على ما يقول الشخص بأنه سيفعله في شركتك، إنما تستطيع الاستفادة من إجاباته حول الأمور التي قام بها فعلاً. كما تعتبر حوادث الماضي إشارات قوية لما سيحصل في المستقبل، من ناحية أداء و سلوك الموظف. و وسيلة معرفتك لهذه الحقائق هي طرحك لأسئلة محددة على الشخص، و من ثم التعمق في سؤاله لفهم تفاصيل الموقف بشكل كامل، و فهمك للأمور التي قام بها، و الأمور التي أخفق في إنجازها، و لا يجب أن يكون الأمر في غاية التعقيد، على العكس تماماً، فعليك التسلسل في طرح الأسئلة عليه و كأنك تسمع قصة حدثت معه، و كل المطلوب منك هو أن تحرص على استمرارية الحوار، إذ أن كل جوهر المقابلة يتركز في الحوار. و فيما يلي الأسئلة الجوهرية التي تساعدك على كشف الحقائق التي تبحث عنها في الشخص الذي تقابله

أخبرني عن آخر مرة غضب فيها زبون أو زميل منك

الهدف من هذا السؤال: تقييم مهارات المرشح الشخصية، و قدرته على التعامل مع المواقف المعقدة

احرص على أن تعرف سبب غضب الزبون أو الزميل من الأساس، و ماذا فعل الموظف كردّ على الموقف، و ما آثار الموقف سواء على المدى القريب أو البعيد

علامة تحذيرية: أن يلقي الموظف كل اللوم و يحمّل المسؤولية للشخص الآخر في القصة

علامة لائقة: أن يركز الموظف على كيفية تعامله مع الموقف، و حلّه للمشكلة، و لا يلقي اللوم على الطرف الآخر

علامة رائعة: أن يعترف الموظف بأنه كان السبب في إغضاب الزبون، و بأنه تحمل المسؤولية، و عمل على معالجة الموقف. حيث يعترف الموظفون الرائعون بأخطائهم، و يتحملون مسؤولياتهم، و يعالجون أخطاءهم، و يتعلمون من تجاربهم

أخبرني عن أصعب قرار اضطررت لاتخاذه خلال آخر ستة أشهر

الهدف من هذا السؤال: تقييم قدرة الشخص على التفكير المنطقي، و مهارات معالجة المشاكل، و إصدار الأحكام، و رغبته في خوض مغامرات ذكية

علامة تحذيرية: عدم الإجابة. حيث يضطر الجميع، بغض النظر عن مواقع عملهم، لاتخاذ قرارات صعبة دوماً، حتى النادل في المطعم يضطر لاتخاذ قرارات صعبة يومياً بشأن التعامل مع حالات الزبائن الغاضبة، لتفادي الفوضى

علامة لائقة: اتخاذ قرار تحليلي صعب، أو قرار مبني على المنطق، على سبيل المثال تحليل مجموعة من البيانات لاتخاذ قرار لمعالجة مشكلة ما

علامة رائعة: اتخاذ قرار شخصي صعب، أو قرار صعب مبني على البيانات، تضمن اعتبارات و أبعاداً شخصية. حيث يعتبر اتخاذ القرارات المبنية على البيانات أمراً مهماً، إلا أن كل قرار يملك تأثيراً على الأشخاص أيضاً، و يقوم أفضل الموظفين بقياس المسألة من كافة أبعادها، و ليس فقط من الناحية العملية، أو الناحية الشخصية