في أي عمر يجب أن تكون تحديداً كي تنشئ مشروعك الأول أو تفتتح شركتك الأولى؟ سؤال يشغل الكثير من الأشخاص لدى بداية خوضهم مجال الأعمال. و مما لا ريب فيه، أنه لا يوجد حد أدنى أو أقصى للعمر الذي يجب أن تبدأ به أعمالك، إذ أنك حالما تكون قادراً على مواجهة كافة أنواع التحديات الجديدة، و تملك الموارد الكافية، فإنك تعتبر جاهزاً لإنشاء شركتك

و كان هناك مفهوم تقليدي سائد في عالم الأعمال، يقضي بأن أصحاب الأعمال من الرجال كبار السن، هم أكثر حكمة و خبرة، و بالتالي أقدر على اتخاذ القرارات الصائبة، و أنجح في مجال الأعمال. إلا أنه و مع تقدم التكنولوجيا، فإن المعايير تغيرت، إذ أصبحت فئة الشباب هي الأكفأ بالتعامل مع أجهزة الكمبيوتر، و متطلبات التكنولوجيا الحديثة لمواكبة الأعمال

إضافة إلى ذلك، فهناك جملة من الأسباب التي تدعوك للبدء في مرحلة الشباب، منها ما يلي

طاقتك الجسدية في أعلى مراحلها، مما يمنحك القدرة على العمل لساعات طويلة و متواصلة، و النوم لساعات قليلة، و احتمال التباعد بين الوجبات الغذائية

لا تحمل أي التزامات أو أعباء عائلية، إذ يمكنك الاعتماد على نفسك من جهة، و من جهة أخرى فإنك لا تملك عائلة و أطفالاً تنزعج بمشاكلهم، مما يمنحك الفرصة للإقدام على مغامرات شخصية و مالية

قدرتك على التأقلم مع التغييرات التي تطرأ عليك تكون في هذه المرحلة العمرية أفضل من أي وقت آخر، و قد ترتكب الأخطاء في هذه المرحلة، إلا أنك تملك الوقت الكافي للتعلم من تجاربك و المضي قدماً

و لا يعني الكلام السابق فقدان الأمل بالنسبة لكبار السن، إذ أنك كرجل متقدم في العمر تملك من الحكمة و الخبرة و المعارف ما يكفي لإقناع أي مستثمر أو عميل بالإقبال على أفكارك و عروضك، كما أن مسألة التمويل ستكون أسهل بالنسبة لك، نظراً لاستغلال مدخراتك، إضافة إلى علاقاتك الشخصية مع المصارف و المستثمرين بشكل عام

و يتيح لك تقدمك في السن، ضمان وجود شبكة علاقات مهمة لك في مجال الأعمال، إذ تثبت الدراسات بأن أنجح رجال الأعمال هم ممن تترواح أعمارهم بين ستين سنة فما فوق، طالما أنك تستطيع الحفاظ على نهج متوازن بين حياتك العملية و العائلية

و خلاصة القول أنه لا يوجد وقت متأخر جداً، أو مبكر جداً كي تبدأ بالعمل على تحقيق أحلامك، طالما أنك تمتلك الأفكار و الوسائل اللازمة