لا توجد مهارة هذه الأيام أكثر أهمية لنجاح الأعمال، و لا سيما عالم المبيعات تحديداً، أكثر من مهارة الحديث و بناء صلة مع الطرف الآخر عبر الهاتف، إذ أنك عندما تعجز عن استخدام يدك للمصافحة، أو عينيك للنظر في عيني الشخص الآخر، فإنك تملك صوتك كوسيلة وحيدة لإثبات أنك شخص جدير بالثقة

و للأسف، فإن كثيراً من الأشخاص لا يدركون مدى أهمية الحديث عبر الهاتف، و بأنهم قد يظهرون بمظهر الحمقى، أو الثرثارين، أو أنهم يتحدثون بنبرة آلية مثل الروبوت، أو حديثهم بسرعة كبيرة، أو عدم وضوح كلامهم دون إشارات جسدية. و ستصدم لمعرفتك بأن قلة قليلة من الناس ينجحون في استخدام نبرة الحديث الصحيحة، و اختيار الكلمات المناسبة لإنشاء صلة فعالة مع الطرف الآخر. و فيما يلي مجموعة من المهارات الجوهرية للحديث عبر الهاتف

تخطى نقاط ضعفك الشفهية

قم بتسجيل بعض مكالماتك الهاتفية، و استمع إليها لاحقاً بتركيز، كي تعرف إذا كنت تتفوه بأصوات مزعجة أثناء الحديث، مثل التمتمة، أو الارتباك، أو تكرر قول مفردات معينة

و من أهم النصائح التي تقال في هذا المجال عدم إنهاء جملة إخبارية بنبرة استفاهمية، و هو خطأ يقع فيه كثير من الناس لدى الحديث، مما يؤدي إلى ضياع المعنى و حدوث الالتباس

احتفظ دائماً بأجندة منظمة

احذر من إجراء محادثة عمل، خاصة عبر الهاتف، دون أن تملك نقاط محددة و منظمة أمامك تريد قولها، و ترى غاية محددة تريد تحقيقها من وراء المحادثة. و تعتبر هذه فكرة جيدة أيضاً و مهمة لدى عقد الاجتماعات وجهاً لوجه، أو إرسال الرسائل الإلكترونية، إلا أنها تزداد أهمية لدى الحديث عبر الهاتف، و ذلك لأنك تريد ضمان تركيز الشخص الآخر معك على الهاتف بشكل كامل من جهة، و من جهة أخرى فإنك لدى الحديث عبر الهاتف لن تتمكن من تعديل كلامك لاحقاً كحال الرسائل الإلكترونية، إنما يجب أن يكون كلامك موزوناً و منظماً من البداية

استمع حقاً إلى الشخص الآخر

من أكثر الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الأشخاص لدى حديثهم عبر الهاتف، عدم استماعهم لما يقوله الطرف الآخر، و انشغالهم بالتحضير لما سيقولونه هم، و يعتبر هذا الأمر من أكبر السلبيات، إذ أنه من الصعب جداً أن تقوم بتجميع الجزئيات المتفرقة التي يقولها الشخص الآخر عبر الهاتف إذا لم تكن تتحدث معه وجهاً لوجه

و يتطلب هذا الأمر الممارسة و التدريب، إنما يجب أن تعود نفسك على تأجيل التفكير بما الذي ستقوله، لغاية انتهاء الشخص الآخر من الحديث تماماً