قبل أن تبدأ بتقديم نصائحك و اقتراحاتك لمن حولك، فيجب أن لا تستعجل الأمر، و تختار الوقت المناسب لتقديم النصيحة، و أول ما يقال في هذا المجال هو أن لا تقدم النصيحة قبل أن يتم طلبها منك. و لدى 
سؤالك حول تقديم نصيحة، سواء في مجال العمل أو الحياة عموماً، تنفس قليلاً، و فكر جيداً، و لا تستعجل بقول أول ما يخطر لبالك
تروى جيداً بسماع ما يقوله لك الطرف الآخر، و اتخذ قرارين مهمين في عملية تقديم النصيحة: أن تفهم جيداً الكلام الذي تسمعه، و أن تُفهَم جيداً من الطرف الآخر. أي أنك عندما تتملكك رغبة قوية لتقديم النصيحة لأي أحد، و تصر على أن يفهم وجهة نظرك، اسأل نفسك أولاً هذا السؤال: لماذا؟ اسأل نفسك ما الموقف الذي تريد أن تعلق عليه، و هل طلب أحدهم رأيك أساساً بالموضوع؟ و هل تملك الخبرة و المعرفة الكافية كي تقدم النصيحة في هذه الحالة؟
و من جهة أخرى، عليك أن تطرح على نفسك هذه الأسئلة أيضاً: إذا قدمت النصيحة، فهل سيتم قبول و تقدير رأيك؟ أم سيتم رفضها ببساطة؟ فإذا كان الشخص الذي يطلب نصيحتك يواجه مشكلة محددة و جدية، فعلى الأغلب بأنه سيقبل نصيحتك و يقدرها. و بالمقابل، فإذا لم يتم ذلك، فاعلم بأن هذا الشخص يبحث عن شخص آخر يستمع لمشكلته لا أكثر، و في هذه الحالة لا يتم تقدير النصيحة أو قبولها من قبل صاحب المشكلة. و إجمالاً، فإن الزمن كفيل بتعليمك هذه المهارة، ألا و هي تقدير و تقييم حاجات الآخرين، و اتخاذ القرار الأنسب بشأن طريقة التعامل مع حالاتهم و مشاكلهم
و القاعدة الذهبية لدى تقديم النصيحة، و التي يجب أن تتذكرها دوماً، هي أن لا تهتم مطلقاً بعد تقديم النصيحة إذا ما تم اتباعها من قبل صاحب المشكلة أم لا، و تجنب قول عبارة “لقد قلت لك”، إذ أن صاحب المشكلة يملك الحرية التامة باتباع النصيحة أم لا، كما أنك كنت تملك الحرية التامة بتقديمها أم لا
و أهم نقطة في مجال تقديم النصائح، أن تراعي نوعية الأشخاص الذين تقدم لهم هذه النصيحة، فإذا كنت تقدم نصيحتك لأشخاص تتولى المسؤولية عنهم، و قد ينتج عن كلامك قرارات خطيرة و بالغة الحساسية، ففكر مرتين قبل أن تتكلم. أما إذا كنت تعلم بأن الشخص يطلب نصيحتك لمجرد الشعور بمزيد من التأكد و الطمأنينة، فقدم كلامك بكل أريحية
و في النهاية أهم نصيحة جوهرية نقدمها لك في هذا المجال: أن تتبع نصائحك الخاصة التي تمليها على غيرك، و تنفذ كلامك، كي تكون مقنعة و واقعية، و قابلة للتطبيق من قبل الآخرين
