تملك كل الشركات موظفاً متميزاً، بمثابة نجم لامع في الشركة، و هو الموظف الذكي، المفعم بالحيوية و النشاط، و الذي يبعث الإلهام و التحفيز لمن حوله، و يبادر بأخذ أدوار القيادة سواء كانت رسمية أم غير رسمية، و يتحدى لدى ظهور العوائق. إنما في نفس الوقت، تبرز صعوبة المحافظة عل موظف من هذه الشاكلة، لا سيما إذا كانت شركتك صغيرة و محدودة المصادر، فموظف من هذه النوعية يتطلع إلى التطور مهنياً و مادياً، و قد يصعب عليك إبقاءه في شركتك، خاصة إذا كنت غير قادر على منحه ترقية أو زيادة في الراتب للفترة الحالية.. فكيف تتصرف حيال هذا الموقف؟
اطرح الموضوع على هذا الموظف، و ابدأ بنقاشه قبل أن يبدأ هو، و كن صادقاً بإيضاحك مدى أهميته للشركة، و اشرح له عدم قدرة الشركة على تقديم أي زيادات أو ترقيات حالياً، و الأهم من كل ذلك، أن تصرح له بأنك تعرف وجود فرص أخرى ممتازة في سوق العمل بالنسبة له
و لا تقدم أي وعود بشأن الفترة التي ستستغرقها الشركة كي تستطيع تقديم زيادة أو فرص جديدة له، حيث سيتملكك حافز داخلي كي تخبره بأن هذا الوضع مؤقت، و تقدم له وعداً بأنك ستقدم له زيادة خلال ستة أشهر على سبيل المثال، إنما عليك مقاومة هذا الحافز، و ألاّ تقدم له فترة زمنية محددة إلا في حال كنت متيقناً من ذلك. إذ أن من أكبر الدوافع التي تجعل الموظفين المتميزين يغادرون شركاتهم، خيبة أمالهم و عدم تحقيق الوعود التي تم منحها لهم
إلا أن أهم نقطة يجب أن تبقى حاضرة في ذهنك هي أن الموظفين يغادرون المدراء قبل مغادرة الشركات، و الموظفون المتميزون هم موظفون مخلصون، لذا كن مديراً رائعاً، صادقاً، و مخلصاُ، و تحاول بشكل مستمر تطوير مهارات و إمكانيات موظفيك، و هذه هي الوصفة المضمونة لإبقاء موظفيك، حتى اولئك الذين يتطلعون إلى فرص أفضل باستمرار
و من ثم استمر بخلق الفرص الجديدة، حتى لو كانت غير رسمية، كي تتيح لهذا الموظف تطوير مهاراته و إبرازها، و اسأل الموظف عن أهدافه بعيدة المدى، و اعمل على إيجاد فرص تتلاقى مع تلك الأهداف. و إذا كان الموظف يتطلع إلى إنشاء شركته الخاصة لاحقاً، فاجعله منغمساً في كافة شؤون الشركة، كي يتعلم و يستفيد من كل الفرص المتاحة. و إذا كان الموظف بالقدر الكافي من الذكاء، فسيدرك بأن كل هذه الفرص هي التي تحقق له أهدافه، و تطور من مهاراته و خبراته