لغة الجسد
يقول المختصون بأن الناس يقررون الكثير من الأشياء عنك خلال أول عشرة ثوانٍ من رؤيتك، قبل أن تفتح فمك حتى و تبدأ بالحديث، لذا يجب أن يهتم رجال الأعمال المبتدئون بالهالة المحيطة بهم. و يقصد بالهالة البيئة المحيطة حولك، و التي تخلقها بطريقة لباسك، و كيفية تصرفك، و مظهرك العام. و تسير كل هذه العوامل معاً في اتجاه محدد لخلق انطباع واحد عنك، فإذا ارتديت على سبيل المثال بذلة باهظة الثمن، لكن وقفت بطريقة منحنية مطرقاً رأسك، فلن تخلق حولك هالة ثقة
و يمكنك التركيز على بضعة جوانب بسيطة لإظهار ثقتك و سيطرتك على الموقف، و ذلك عبر حجز “مساحتك الخاصة”، بالوقوف و ترك مسافة تتراوح بين ست إلى ثمان بوصات بين قدميك. و بعد أن تتواصل بالعين مع من أمامك، ابتسم كي تخلق جواً إيجابياً، و احرص على التواصل بالعين لمدة 85% من وقت المحادثة، مما يضفي على مظهرك انطباعاً بأنك أهل للثقة، و تعطي من أمامك الشعور باهتمامك بحديثه
و يجب أن تحضر في ذهنك “بطاقة عمل شفهية” كمقدمة في بداية الحديث، للتعرفة بنفسك و بطبيعة عملك
المحادثة
في مرحلة المحادثة التي تلي مرحلة مصافحة اليدين، اعتمد على مهارات بسيطة في المحادثة، و التي تعتبر المفتاح الرئيسي لنجاح اللقاء الأول
و من أكثر الأخطاء التي يقع بها الأشخاص في أول لقاء استمرارية حديثهم عن أنفسهم لفترة طويلة، فلا تنغمس بالحديث عن نفسك، و حاول تركيز دائرة الحديث على الشخص الآخر، و هذه أفضل وسيلة لترك انطباع أولي إيجابي عن نفسك. و يمكنك تشبيه المحادثة في اللقاء الأول بلعبة التنس، حيث يقوم كل طرف بتنفيذ ضربة سريعة، قبل إرسال الكرة إلى الطرف الآخر، و تمكن مشكلة معظم الناس في معاملتهم المحادثة كلعبة الجولف، بحيث يستمر نفس الطرف بضرب الكرة مراراً و تكراراً دون إفساح المجال للطرف الآخر
و أهم عنصر يجب أن تراعيه في المحادثة هو إظهار التقدير، بحيث تظهر على الأقل إشارة تقديرية واحدة لأمر ذكره الشخص الآخر، من طبيعة عمله، أو إنجاز معين قام به، أو حتى ذوقه في تصميم مكتبه.. أي تقدير مختصر بعفوية و مصداقية، يترك انطباعاً راسخاً لدى الشخص الآخر بشأنك، حيث أن المشاعر الإيجابية التي تخلفها كلمات من هذا النوع تعيش لفترة أطول بكثير بعد نسيان الكلمات نفسها
الصوت
إضافة إلى لغة الجسد، و مهارات المحادثة، فإن درجة صوتك تعتبر عنصراً رئيسياً في الانطباع الذي تتركه لدى غيرك. حيث يراك الشخص الذي يقابلك أولاً، ثم يسمع نبرة صوتك، و من ثم يبدأ بالاستماع إلى كلامك الفعلي، لذا من السهل جداً ترك انطباع سلبي إذا كنت غير مسيطر على نبرة صوتك
و يعتبر الأشخاص الذين يتحدثون بنبرة واحدة طيلة الوقت غير ملهمين و مملين، بينما يعتبر من يتحدثون بنبرة خافتة للغاية غير واثقين بأنفسهم، و أما المشكلة الكبرى لدى كثير من الأشخاص فهي الحديث بنبرة سريعة للغاية، مما يشوش المستمع و لا ينقل رسالتك بصورة واضحة
و عادة ما يميل الأشخاص المميزون للحديث بسرعة، و ذلك لأن عقولهم تتحرك بسرعة كبيرة، و لكن الأمر لا يتعلق بالاستغراق في المعلومات، بقدر ما يتعلق بمهارات التواصل. و كي تتأكد من أنك تتحدث بالسرعة المناسبة، قم بقراءة كتاب بصوت عالٍ لمدة ستين ثانية، و لدى نهاية الوقت، قم بعدّ الكلمات التي قرأتها خلال تلك المدة، حيث تعادل أفضل سرعة 145 كلمة للدقيقة الواحدة، و لكن لا تنسَ بأنك تتحدث بسرعة أكثر مما تقرأ بالعادة