تخيل بأن شركة منافسة فتحت أبوابها بالقرب من شركتك اليوم، و ليس أي منافس، إنما شركة تحقق أرباحاً عالية، و جاذبة للزبائن، و تتمتع بإدارة ممتازة، و لا تملك نقطة سلبية واحدة
قد يصيبك هذا الأمر بالرعب، إنما إذا نظرت للموضوع من زاوية أخرى، فقد تستغل هذا الأمر لمصلحة مشروعك، و لتطوير شركتك، و ذلك عبر إلقاء نظرة مقربة على الشركة المنافسة، و طرح الأسئلة التالية على نفسك
ما الذي يفعله المنافس و أنت لا تفعله؟
ما الذي تفعله هذه الشركة المنافسة كي تجذب زبائنك و عملاءك إليها؟ أو بمعنى آخر، ما استراتيجيات التسويق و الإدارة التي تتبعها و أنت لا تقوم بها؟
هل يكمن الاختلاف في طريقة تسعير المنتجات؟ أم من ناحية النفقات؟ و هل يقدم المنافس إضافة معينة للزبون لدى تسليمه طلبه؟ و ماذا عن قنوات المبيعات و التسويق الخاصة بها؟
ما الذي لا يفعله المنافس و أنت تفعله؟
و الآن اعكس الصورة، و اسأل نفسك ما الأمور (السلبية) التي تفعلها أنت بينما لا يقوم بها منافسك؟ هل تشعر بأنك محاصرضمن مدى زمني معين لإصدار منتجاتك؟ أو مقيد بنطاق معين من عروض خدماتك؟ أو مقيد بالموقع الجغرافي؟ و هل التزمت بسلسلة توريدات تتمنى التملص منها؟ و هل تندم على سياسات الشركة التي وضعتها، و التي كانت مناسبة في الوقت الماضي، إنما تتمنى تغييرها حالياً لو أتيح لك الوقت اللازم؟
من الأشخاص الذين توظفهم الشركة؟
تستطيع القوى العاملة لدى الشركة المنافسة إخبارك الكثير عن وضعها، و سرّ تميزها، و ذلك من الناحية الديموغرافية، و طريقة التوظيف التي تعتمدها الشركة، و من أي مصادر تجلب موظفيها؟ قارن بينها و بين الطرق التي تتبعها، و إذا كنت تجذب موظفيك عبر نفس الوسائل التي تتبعها هذه الشركة لجلب موظفيها ذوي الكفاءات العالية، و كم موظفاً من شركتك اجتذبتهم هذه الشركة؟
كيف يبدو شكل الفريق المثالي لديهم؟
تخيل صورة الفريق المثالي في الشركة المنافسة لدى عقد اجتماعاتهم الأسبوعية، و اسأل نفسك: ما الأمور التي يناقشونها؟ و كيف يتواصلون مع بعضهم؟ و ما النقاط التي تتخيل أنها مدونة في أجنداتهم؟ و كيف يديرون أعمالهم مقارنة بطرق إدارتك؟
ماذا يقول عملاء الشركة المنافسة عنها؟
اعرف رأي عملاء الشركة المنافسة بها، و انطباعهم عن خبرتهم معها، و ما الكلمات و العبارات التي يستخدمونها تحديداً في حديثهم عنها؟ و ما الجانب الذي يشددون عليه تحديداً لدى حديثهم عن تعاملهم معها؟ و ما الأمور التي فاقت توقعاتهم لدى هذه الشركة؟
و بعد أن تجيب على الأسئلة السابقة، حدد مدى الفجوة التي تفصلك عن اللحاق بمنافسك المثالي، وفق ما تتخيل، و كم يلزمك من الوقت و الجهد و التكاليف كي تتغلب على هذه الفجوة، و ما الأولويات التي يجب أن تنجزها كي تصبح جديراً بهذه المنافسة.. حدد هذه النقاط، و من ثم ضعها في خطة منظمة كي تطبقها على أرض الواقع، و ذلك كي تعكس الصورة، و تصبح أنت أفضل المنافسين الذي تخشاه الشركات الأخرى