يلعب اختيار ألوان العلامة التجارية لمنتج الشركة دوراً مهماً جداً و جوهرياً في اختيار العملاء لهذا المنتج و دعمهم له أو ببساطة تخليهم عنه، و ذلك بغض النظر عن مدى جودته

و تثبت الدراسات بأن الألوان تؤثر في مشاعرنا بدرجة كبيرة، إذ أنها تعتبر أول لمسة حسية مباشرة مع العميل، و اللون هو أكثر علامة قابلة للتذكر

اللون ليس قراراً فنياً بحتاً

و يجب ألا تفكر في ألوان علامتك التجارية على أنها اختيار فني متخصص، أو لمسات جمالية، إنما يجب أن تعاملها بجدية بوصفها قراراً أساسياً من قرارات الشركة لا يختلف عن غيره من القرارات الاستراتيجية، و بالتالي يجب أن تكون كمدير و صاحب للشركة مشاركاً في عملية اختيار الألوان، و لا تترك المهمة بأكملها للمصمم دون أن تتدخل

كما تثبت التجارب أن قرار المستهلك في شراء المنتج يتراوح بين نسبة 60 إلى 80% بناء على لون المنتج، إذ أن اللون يمتلك السلطة الأكبر في إتمام أو فشل صفقة البيع

اختيار اللون

و اللون هو عامل قياسي، يختلف باختلاف المنتجات و العلامات التجارية، فعلى سبيل المثال قد يقبل أحدهم على شراء شامبو بلون برتقالي فاتح، إنما يستحيل أن يقبل شراء سيارة بنفس اللون! لذا من المهم أن تطلع على ألوان المنتجات الرائجة بين منافسيك قبل أن تختار لون منتجك الخاص، و تفهم مدى إقبال العميل على هذا اللون أو ذاك ضمن منتجات قطاع أعمالك

و أهم شيء لدى اختيار اللون أن تقرر إذا كان هذا اللون يخدم مهمة معينة (مثال: الأزرق يعبر عن النظافة و الصحة و الأمان)، أو يخدم فكرة معينة (مثال: الأخضر اللامع يعبر عن المرح و المغامرة و الاختلاف)، و يمكنك أن تقرر اللون المناسب حال معرفتك الهدف الذي يتجه إليه عميلك

تغيير اللون

أحياناً يكون تغيير لون العلامة التجارية للشركة أمراً ضرورياً لضمان استمراريتها و تطورها، و يجب أن تفكر بمجموعة من العوامل لدى اتخاذك قرار تغيير اللون، كأن تحدد رغبتك بالاحتفاظ بجزء من الماضي، أو التخلص منه كلياً، و الانتقال إلى أمر جديد بشكل جذري

و تختار بعض الشركات إرسال ألوانها القديمة إلى الخردة و التخلص منها بشكل نهائي، إلا أن هذا القرار لا يعتبر صائباً في أغلب الحالات، إذ أنه يفضل أن تحتفظ بلون العلامة التجارية الأساسي الذي تبنى عليه الألوان الأخرى، و تقوم بتغيير بقية الألوان، و ذلك للاحتفاظ بهوية الشركة الأصلية، مع إضفاء نوع من التجديد بتغيير الألوان الثانوية